للنباتات أهميّة كبيرة في هذه الحياة، وخاصةً للإنسان؛ بحيث إنّ الكثير من أنواع النباتات شكلت مصدراً غذائياً هاماً للإنسان، لما تحتويه من عناصر غذائية وفيتامينات وأملاح عدا عن محتواها القليل من السعرات الحرارية، لذا فإن الكثير من الناس يفضلون تناول الأغذية النباتية أكثر من غيرها من الأغذية، كما أنّ هنالك العديد من النباتات التي خصّها الله سبحانه وتعالى بالذكر في كتابه الكريم، لعظم شأنها، ومن أمثلة هذه النباتات اليقطين الذي سنتحدّث عنه في مقالنا هذا.
اليقطيناليقطين أو كما يسمى القرع أو قرع العسل، هو أحد أنواع النباتات التي تتبع الفصيلة الفرعية، لون ثماره تتفاوت بين الأصفر والبرتقالي والأحمر، كما أن هنالك أنواعاً أخرى منها ذات حجم كبير؛ بحيث يكون حجم الثمرة الواحدة مقارباً لحجم البطيخة، ذات لون عسلي، وسطح أملس، بالإضافة إلى وجود بعض الأنواع منها ذات لون أخضر يميل إلى الصفرة بعض الشيء.
تعتبر ثمار اليقطين وبذورها هي الأجزاء التي يتمّ الاستفادة منها من هذه النبتة، وتتكوّن ثمرة اليقطين من قشرة خارجية، وماء، ورماد، وصمغ لاذع، وزيوت، أمّا بالنسبة للمغذيات التي تحتويها فهي الحديد والكالسيوم وفيتامين "أ" والبروتين، وثمار اليقطين لا تشكّل فقط غذاءً بل إن هنالك بعض الفنانين الذين استغلوها لعمل تحف وأشكال منها، كما يمكن استغلال لحاء شجرة اليقطين لعمل إناء لحفظ الطعام فيه.
وتمتاز شجرة اليقطين بأنها تنمو بسرعة كبيرة، كما أنّها سريعة الإزهار والإثمار، وتمتلك أوراقاً كبيرة وعريضة من شأنها أن تظلل المكان من حولها، ومن الممكن أن يتمّ تناول ثمارها وهي لا تزال خضراء وغضة، أو عندما تنضج، وكثير ما يتم استخدام ثمار اليقطين في عمل الكثير من الأطباق، وتتميز هذه الثمار بقابليتها للتخزين لفترة طويلة من الزمن دون أن تصاب بأي تلف، وذلك لسمك جدارها، ومما يميّز هذه الثمار أيضاً هو عدم امتلاكها لأيٍّ من الروائح الجاذبة للنمل والحشرات.
ومن حكمة الله عزوجل أنّه أنبت شجرة اليقطين على سيدنا يونس بعد أن لفظه الحوت من بطنه، وذلك لأنها شجرة تنمو بسرعة كبيرة، فكما جاء في قوله جل وعلا : "وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ، فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ، وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ"، كما أن ثمار اليقطين من الثمار التي أحبها نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وأكلها وحثنا على أكلها لما تحتويه من مواد غذائية ضرورية للجسم، والتي تقدم إليه الكثير من الفوائد العظيمة.
المقالات المتعلقة بما هي شجرة اليقطين